وَقَالَ الملكي بن إِبْرَاهِيم عَن دَاوُد بن يزِيد الأودى قَالَ أرَاهُ عَن عَامر الشّعبِيّ عَن حُذَيْفَة ابْن الْيَمَان أَنه قَالَ الْأَرْوَاح مَوْقُوفَة عِنْد الرَّحْمَن عز وَجل تنْتَظر موعده حَتَّى ينْفخ فِيهَا
وَذكر سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن مَنْصُور بن صَفِيَّة عَن أمه أَنه دخل ابْن عمر الْمَسْجِد بعد قتل ابْن الزبير وَهُوَ مصلوب فَأتى أَسمَاء يعزيها فَقَالَ لَهَا عَلَيْك بتقوى الله وَالصَّبْر فان هَذِه الجثث لَيست بِشَيْء وَإِنَّمَا الْأَرْوَاح عِنْد الله فَقَالَت وَمَا يَمْنعنِي من الصَّبْر وَقد أهْدى رَأس يحيى ابْن زَكَرِيَّا إِلَى بغى من بَغَايَا بنى إِسْرَائِيل
وَذكر جرير عَن الْأَعْمَش عَن شمر بن عَطِيَّة عَن هِلَال بن يسَاف قَالَ كُنَّا جُلُوسًا إِلَى كَعْب وَالربيع بن خَيْثَم وخَالِد بن عرْعرة فِي أنَاس فجَاء ابْن عَبَّاس فَقَالَ هَذَا ابْن عَم نَبِيكُم قَالَ فأوسع لَهُ فَجَلَسَ فَقَالَ يَا كَعْب كل مَا فِي الْقُرْآن قد عرفت غير أَرْبَعَة أَشْيَاء فَأَخْبرنِي عَنْهُن مَا سِجِّين وَمَا عليون وَمَا سِدْرَة المنتهي وَمَا قَول الله لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا} قَالَ أما عليون فالسماء السَّابِعَة فِيهَا أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ وَأما سِجِّين فالأرض السَّابِعَة السُّفْلى وأرواح الْكفَّار تَحت جَسَد إِبْلِيس وَأما قَول الله سُبْحَانَهُ لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا} فَأوحى الله إِلَيْهِ أَنى رَافع لَك كل يَوْم مثل أَعمال بنى آدم وكلم صديقا لَهُ من الْمَلَائِكَة أَن يكلم لَهُ ملك الْمَوْت فيؤخره حَتَّى يزْدَاد عملا فَحَمله بَين جناحيه فعرج بِهِ حَتَّى إِذا كَانَ فِي السَّمَاء الرَّابِعَة لقِيه ملك الْمَوْت فَكَلمهُ فِي حَاجته فَقَالَ وَأَيْنَ هُوَ قَالَ هُوَ ذَا بَين جناحي قَالَ فالعجب أَنى أمرت أَن أَقبض روحه فِي السَّمَاء الرَّابِعَة فَقبض روحه وَأما سِدْرَة المنتهي فَإِنَّهَا سِدْرَة على رُؤُوس حَملَة الْعَرْش يَنْتَهِي إِلَيْهَا علم الْخَلَائق ثمَّ لَيْسَ لأحد وَرَاءَهَا علم فَلذَلِك سميت سِدْرَة المنتهي
قَالَ ابْن مَنْدَه وَرَوَاهُ وهب بن جرير عَن أَبِيه وَرَوَاهُ يَعْقُوب القمى عَن شمر وَرَوَاهُ خَالِد بن عبد الله عَن الْعَوام بن حَوْشَب عَن الْقَاسِم بن عَوْف عَن الرّبيع بن خَيْثَم قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْد كَعْب فَذكره
وَذكر يعلى بن عبيد عَن الْأَجْلَح عَن الضَّحَّاك قَالَ إِذا قبض روح العَبْد الْمُؤمن عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَينْطَلق مَعَه المقربون إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة ثمَّ الثَّالِثَة ثمَّ الرَّابِعَة ثمَّ الْخَامِسَة ثمَّ السَّادِسَة ثمَّ السَّابِعَة حَتَّى يَنْتَهِي بِهِ إِلَى سِدْرَة المنتهي قلت للضحاك لم سميت سِدْرَة المنتهي إِلَيْهَا كل شَيْء من أَمر الله عز وَجل لَا يعدوها فَيَقُول ربى عَبدك فلَان وَهُوَ أعلم بِهِ مِنْهُم فيبعث الله إِلَيْهِ بصك مختوم يُؤمنهُ من الْعَذَاب وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى كلا إِن كتاب الْأَبْرَار لفي عليين وَمَا أَدْرَاك مَا علييون كتاب مرقوم يشهده المقربون وَهَذَا القَوْل لَا يُنَافِي قَول من قَالَ