كما أني عمدت هنا إلى الاقتصار على ذكر الرقى دون تقديم مباحثَ بين يديها؛ ليكون ذلك حافزًا عمليًا للشروع بها (?) ، ولقد يسَّر الله تعالى أن أقدِّم هذا الكتيِّبَ مشفوعًا بشريطٍ مسجَّلٍ عليه نصُّ هذه الرقى المباركة، تيسيرًا على طالب الرقية ومزيدَ طلبٍ لشفائه، فمن استطاع رقى نفسه بنفسه، ومن شق عليه ذلك استمع بخشوع لما يُتلى عليه من آيات ربه وسُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، ثم ردَّد بعدها راقيًا نفسه بها.

وقد جعلت هذه الرقية على ثلاثة أقسام؛ (موجزة ومتوسطة ومطوَّلة) ، يتخيَّر الراقي منها ما يناسب حال المَرْقي، وهي بعمومها غاية في النفع - إن شاء الله - في حال العين والحسد والسحر، بل والمسِّ، والله المستعان.

هذا، وقد التزمتُ في تخيّر الأدعية والتعوُّذات النبويَّة ما صحَّ منها أو كان حسنَ الرُّتبة، ومن ثَمَّ فإني لم أعمد إلى تخريجها، فإن أوردت ضعيفًا فيها، أشرت إلى ضعفه.

ولا يفوتني - في هذا المقام - تذكيري أخاً رام نفعًا بهذه الرقى المباركة أن يجعل في حُسبانه أولاً وآخرًا عظيمَ التوكل على الله تعالى، وحسنَ الظنِّ به سبحانه، وأن يتحلَّى بالتقوى، ويتجمَّل بالصبر، فإن تقوى الله تعالى هي العروة الوثقى التي لا تنفصم، والبنيان الراسخ الذي لا ينهدم، وهي السبب الأعظم في تحقيق الشفاء.

أما الراقي فله نقول: اتق الله تعالى، فقد أحسن المريض بك الظنَّ، فأَحِبَّ نفع أخيك وارجُ برقيتك هدايته فضلاً عن شفائه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015