ومن البلاغ أن يوضح الرسول الوحي الذي أنزله الله لعباده، لأنّه أقدر من غيره على التعرف على معانيه ومراميه، وأعرف من غيره بمراد الله من وحيه، وفي ذلك يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للنَّاس ما نزل إليهم ولعلَّهم يتفكَّرون) [النحل: 44] .

والبيان من الرسول للوحي الإلهي قد يكون بالقول، فقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أموراً كثيرة استشكلها أصحابه، كما بين المراد من الظلم في قوله تعالى: (الَّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مُّهتدون) [الأنعام: 82] ، فقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن المراد به الشرك، لا ظلم النفس بالذنوب.

وكما بيّن الرسول - صلى الله عليه وسلم - الآيات المجملة في الصلاة والزكاة والحج وغير ذلك بقوله.

وكما يكون البيان بالقول يكون بالفعل، فقد كانت أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة والصدقة والحج وغير ذلك بياناً لكثير من النصوص القرآنية.

وعندما يتولى الناس، ويعرضون عن دعوة الرسل، فإن الرسل لا يملكون غير البلاغ (وَّإن تولَّوا فإنَّما عليك البلاغ) [آل عمران: 20] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015