المطلب الثاني
فضل الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم
عندما يبعث الله الأولين والآخرين في يوم الدين يكون رسولنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه سيّد ولد آدم، بيد لواء الحمد، والأنبياء والمرسلون في ذلك اليوم تحت لوائه، فعن أُبيٍّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبيٍ يومئذٍ آدم فمن سواه إلاّ تحت لوائي، وأنا أوّل من تنشق عنه الأرض ولا فخر " رواه الترمذي (?) ورواه ابن ماجه عن أبي هريرة بلفظ: " أنا سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفع " (?) .
وعندما يشتدُّ الكرب بالناس في ذلك اليوم يستشفع الناس بالرسل العظام ليشفعوا إلى الله ليقضي بين عباده فيتدافعها الرسل، كلُّ واحد يقول: اذهبوا إلى غيري، حتى إذا أتوا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام قال: " اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر ".
هذا فضله في ذلك اليوم العظيم، وما ذلك إلاّ لما حباه الله من عظيم الصفات، وكريم الأخلاق، والمجاهدة في الله، والقيام بأمره، وقد فضله الله في نفسه ودعوته وأمته بفضائل، فمن ذلك أنّه اتخذه خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ففي الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه وأبو عوانة " إنّ الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً " (?) ، وآتاه القرآن العظيم الذي لم يُعط أحدٌ