والرقيق والضعفاء، وسميّة، ولسنة، وزنيرة، ونهدية، وأم عبيس من الإماء والضعيفات. وترون كذلك في أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلم ذوي العقول الرّاجحة، والفكر الثاقب، والرأي الحصيف، وأهل الحنكة والتجربة ممّن عرفوا دخائل الأمور، وجربوا شؤون العالم، ووقفوا على أسرار الدنيا، وأداروا شؤون الملك، وساسوا البلاد، كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ومعاوية، فهؤلاء حكموا الأمم، فأحسنوا، وأقاموا شرع الله في أرض الله بين مشرقها ومغربها، فاتسعت دائرة حكومتهم إلى شمال إفريقية وثغور الهند، ونسخوا بعدلهم ورحمتهم سلطان عظاماء الملوك، وقوانين الروم والفرس، ونزلوا من قلوب الناس أكرم منزلة بعدلهم، وإنصافهم، ومن صفحات التاريخ الصّادق المرتبة التي لم يبلغها فيه أحد غيرهم، لا قبلهم، ولا بعدهم.

وإلى جانب الخلفاء الراشدين، والملوك العادلين، والسلاطين المنصفين من أتباع الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم ترى طائفة غير قليلة من رؤساء الجند، وقادة الجيوش من أصحاب الرسول كخالد بن الوليد (?) ، وسعد بن أبي وقاص (?) ، وأبي عبيدة بن الجراح (?) ، وعمرو بن العاص (?) ممّن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015