وَفِي معناه أنشدوا:
يا عَمْرو ثاري عِنْدَ زهرائي ... يعرفه السامع والرائي
لا تدعني إلا بيا عبدها ... فَإِنَّهُ أشرف أسمائي
وَقَالَ بَعْضهم: إِنَّمَا هُوَ شيئان سكونك إِلَى اللذة واعتمادك عَلَى الحركة فَإِذَا أسقطت عَنْك هذين فَقَدْ أديت العبودية حقها كَمَا قَالَ الواسطي: احذروا لذة العطاء فَإِنَّهُ غطاء لأهل الصفاء وَقَالَ أَبُو عَلَى الجورجاني: الرضا دار العبودية والصبر بابه والتفويض بيته فالصوت عَلَى الباب والفراغة فِي الدار والراحة فِي الْبَيْت.
سمعت الأستاذ أبا عَلِيّ الدقاق يَقُول كَمَا أَن الربوية نعت للحق سبحانه لا يزول فالعبودية صفة للعبد لا تفارقه مَا دام وأنشد بَعْضهم:
فَإِن تسألوني قُلْت: ها أنا عبده ... وإن سألوه قَالَ هذاك مولايا
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت النصرأباذي يَقُول: العبادات إِلَى طلب الصفح والعفو عَن تقصيرها أقرب منها عَلَى طلاب الأعواض والجزاء عَلَيْهَا وسمعته يَقُول: سمعت النصراباذي يَقُول: العبودية إسقاط رؤية التعبد فِي مشاهد المعبود وسمعته يَقُول: سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن شاذان يَقُول: سمعت الجريري يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول: العبودية ترك الأشغال والاشتغال بالشغل الَّذِي هُوَ أصل الفراغة.