وَقَالَ لَهُ: اذبحه بحيث لا يراه أحد ودفع إِلَى هَذَا أَيْضًا فمضوا ورجع كُل واحد مِنْهُم وَقَدْ ذبح طائره وجاء هَذَا بالطائر حيا فَقَالَ: هلا ذبحته فَقَالَ: أمرتني أَن أذبحه بحيث لا يراه أحد وَلَمْ أجد موضعا لا يراه فِيهِ أحد فَقَالَ: لِهَذَا أخصه بإقبالي عَلَيْهِ.
وَقَالَ ذو النون: علامة المراقبة إيثار مَا آثر اللَّه تَعَالَى وتعظيم مَا عظم اللَّه تَعَالَى وتصغير مَا صغر اللَّه تَعَالَى.
وَقَالَ النصرأباذي: الرجاء يحركك إِلَى الطاعات والخوف يبعدك عَنِ المعاصي والمراقبة تؤديك إِلَى طرق الحقائق سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس البغدادي يَقُول سألت جَعْفَر بْن نصير عَنِ المراقبة فَقَالَ: مراعاة السر لملاحظة الحق سبحانه مَعَ كُل خطرة وسمعته يَقُول: سمعت أبا الْحُسَيْن الفارسي يَقُول: سمعت الجريري يَقُول: أمرنا هَذَا مبنى عَلَى فصلين: وَهُوَ أَن تلزم نفسك المراقبة لِلَّهِ تَعَالَى ويكون العلم عَلَى ظاهرك قائما وسمعته يَقُول: سمعت أبا القاسم البغدادي يَقُول: سمعت المرتعش يَقُول: المراقبة مراعاة السر بملاحظة الغيب مَعَ كُل لحظة ولفظة وسئل ابْن عَطَاء مَا أفضل الطاعات فَقَالَ: مراقبة الحق عَلَى دوام الأوقات وَقَالَ إِبْرَاهِيم الخواص المراعاة تورث المراقبة والمراقبة تورث خلوص السر والعلانية لِلَّهِ تَعَالَى.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت أبا عُثْمَان المغربي يَقُول أفضل مَا يلزم بِهِ الإِنْسَان نَفْسه فِي هذه الطريقة المحاسبة والمراقبة وسياسة عمله بالعلم وسمعته يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ الرازي يَقُول: سمعت أبا عُثْمَان يَقُول: قَالَ لي أَبُو حفص إِذَا جلست لِلنَّاسِ فكن واعظا لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تَعَالَى يراقب باطنك وسمعته يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ يَقُول: سمعت أبا جَعْفَر الصيدلاني يَقُول: