سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عَطَاء يَقُول: قرأت عَلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ: سهل بْن عَبْد اللَّهِ من طعن فِي الحركة فَقَدْ طعن فِي السنة ومن طعن فِي التوكل فَقَدْ طعن فِي الإيمان وسمعته يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عَلِي بْن جَعْفَر يَقُول: سمعت جعفرا الخلدي يَقُول: قَالَ إِبْرَاهِيم الخواص: كنت فِي طريق مَكَّة فرأيت شخصا وحشيا فَقُلْتُ: جنى أَوْ إنسي فَقَالَ: جنى فَقُلْتُ: إِلَى أين فَقَالَ: إِلَى مَكَّة فَقُلْتُ: بلا زاد فَقَالَ: نعم فينا أَيْضًا من يسافر عَلَى التوكل فَقُلْتُ إيش التوكل؟ فَقَالَ: الأخذ من اللَّه تَعَالَى.
سمعته يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس البغدادي يَقُول: سمعت الفرغاني يَقُول كَانَ إِبْرَاهِيم الخواص مجردا فِي التوكل يدقق فِيهِ وَكَانَ لا تفارقه إبرة وخيوط وركوة ومقراض فقيل لَهُ يا أبا إِسْحَاق لَمْ تحمل هَذَا وأنت تمتنع من كُل شَيْء فَقَالَ: مثل هذا لا ينقض التوكل، لأن لِلَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا فرائض والفقير لا يَكُون عَلَيْهِ إلا ثوب واحد , فربما يتخرق ثوبه فَإِن لَمْ يكن مَعَهُ إبرة وخيوط تبدو عورته فتفسد عَلَيْهِ صلاته وإذا لَمْ يكن مَعَهُ ركوة تفسد عَلَيْهِ طهارته فَإِذَا رأيت الفقير بلا ركوة ولا إبرة ولا خيوط فاتهمه فِي صلاته.
وسمعت الأستاذ أبا عَلِيّ الدقاق يَقُول التوكل صفة الْمُؤْمِنيِنَ والتسليم صفة الأولياء والتفويض صفة الموحدين فالتوكل صفة العوام والتسليم صفة الخواص والتفويض صفة خواص الخواص.
وسمعته يَقُول: التوكل صفة الأنبياء والتسليم صفة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلام والتفويض صفة نبينا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس البغدادي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الفرغاني يَقُول: سمعت أبا جَعْفَر الحداد يَقُول مكثت بضع عشرة سنة أعتقد التوكل وأنا أعمل فِي السوق آخذ كُل يَوْم أجرتي ولا أنتفع منها بشربة ماء ولا بدخلة حمام وكنت أجئ بِهَا إِلَى الفقراء فِي الشونيزية وأكون عَلَى حالي