فَقُلْتُ: مَا ملازمة العادة؟ فَقَالَ: النظر والاستماع بالحرام والغيبة.

قُلْت: فَمَا فساد الصحبة؟ قَالَ كلما هاجت فِي النفس الشهوة تبعتها، وسمعته يَقُول سمعت النصراباذي يَقُول: سجنك نفسك فَإِذَا خرجت منها وقعت فِي راحة أبدية، وسمعته يَقُول: سمعت مُحَمَّد الفراء يَقُول: سمعت أبا الْحُسَيْن الوراق يَقُول: كَانَ أجل أحكامنا فِي مبادئ أمرنا فِي مَسْجِد أَبِي عُثْمَان الحيري الإيثار بِمَا يفتح عَلَيْنَا، وأن لا نبيت عَلَى معلوم، ومن استقبلنا بمكروه لا ننتقم لأنفسنا بَل نعتذر إِلَيْهِ ونتواضع لَهُ، وإذا وقع فِي قلوبنا حقارة لأحد قمنا بخدمته والإحسان إِلَيْهِ حَتَّى يزول.

وَقَالَ أَبُو حفص: النفس ظلمة كلها، وسراجها سرها، ونور سراجها التوفيق، فمن لَمْ يصحبه فِي سره توفيق من ربه كَانَ ظلمه كُلهُ.

قَالَ الأستاذ الإِمَام القشيري: معنى قَوْله سراجها سرها يريد سر العبد الَّذِي بينه وبين اللَّه تَعَالَى وَهُوَ محل إخلاصه وَبِهِ يعرف العبد أَن الحادثات بالله لا بنفسه ولا من نَفْسه ليكون متبرئا من حوله وقوته عَلَى استدامة أوقاته ثُمَّ بالتوفيق يعتصم من شرور نَفْسه فَإِن من لَمْ يدركه التوفيق لَمْ ينفعه علمه بنفسه ولا بربه ولهذا قَالَ الشيوخ: من لَمْ يكن لَهُ سر فَهُوَ مصر، وَقَالَ أَبُو عُثْمَان: لا يرى أحد عيب نَفْسه وَهُوَ مستحسن من نَفْسه شَيْئًا وإنما يرى عيوب نَفْسه من يتهمها فِي جَمِيع الأحوال.

وَقَالَ أَبُو حفص: مَا أسرع هلاك من لا يعرف هيبة فَإِن المعاصي بريد الكفر، وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان: مَا استحسنت من نفسي عملا فاحتسبت بِهِ، وَقَالَ السري، إياكم وجيران الأغنياء، وقراءة الأسواق، وعلماء الأمراء.

وَقَالَ ذو النون الْمِصْرِي: إِنَّمَا دَخَلَ الفساد عَلَى الخلق من ستة أشياء:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015