ومن ذَلِكَ الخواطر والخواطر خطاب يرد عَلَى الضمائر فَقَدْ يَكُون بإلقاء الشَّيْطَان ويكون أحاديث النفس ويكون من قبل الحلق سبحانه فَإِذَا كَانَ من الْمَلِك فَهُوَ الإلهام وإذا كَانَ من قبل النفس قيل لَهُ الهواجس وإذا كَانَ من قبل الشَّيْطَان فَهُوَ الوسواس وإذا كَانَ من قبل اللَّه سبحانه وتعالى وإلقائه فِي القلب فَهُوَ خاطر حق وجملة ذَلِكَ من قبيل الْكَلام فَإِذَا كَانَ من قبل الْمَلِك فإنما يعلم صدقه بموافقة العلم ولهذا قَالُوا كُل خاطر لا يشهد لَهُ ظاهر فَهُوَ باطل وإذا كَانَ من قبل الشَّيْطَان فأكثره مَا يدعوه عَلَى المعاصي وإذا كَانَ من قبل النفس فأكثره مَا يدعو إِلَى اتباع شهوة أَوِ استشعار كبر أَوْ مَا هُوَ من خصائص أوصاف النفس واتفق المشايخ عَلَى أَن من كَانَ أكله من الحرام لَمْ يفرق بَيْنَ الإلهام والوسواس سمعت الشيخ أبا عَلِي الدقاق يَقُول: من كَانَ قوته معلوما لَمْ يفرق بَيْنَ الإلهام والوساوس وأن من سكنت عَنْهُ هواجس نَفْسه بصدق مجاهدته نطق بيان قلبه بحكم مكايدته وأجمع الشيوخ عَلَى أَن النفس لا تصدق وأن القلب لا يكذب