بَكْر يَقُول: سمعت هلال بْن أَحْمَد يَقُول: سئل أَبُو عَلِي الروذباري عَنِ التوحيد فَقَالَ: التوحيد استقامة القلب بإثبات مفارقة التعطيل وإنكار التشبيه والتوحيد فِي كلمة واحدة كُل مَا صوره الأوهام والأفكار فالله سبحانه بخلافه لقوله تعالي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] وَقَالَ أَبُو القاسم النصرأباذي: الْجَنَّة باقية بإبقائه، وذكره لَك ورحمته ومحبته لَك باق ببقائه فشتان بَيْنَ مَا هُوَ باق ببقائه وبين مَا هُوَ باق بإبقائه، وَهَذَا الَّذِي قاله الشيخ أَبُو القاسم النصرأباذي هُوَ غاية التحقيق فَإِن أهل الحق قَالُوا: صفات ذَات القديم سبحانه باقيات ببقائه تعالي، فنبه عَلَى هذه المسالة وبين أَن الباقي باق ببقائه بخلاف مَا قاله مخالفوا أهل الحق فخالفوا الحق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ: سمعت النصرأباذي يَقُول: أَنْتَ متردد بَيْنَ صفات الفعل وصفات الذات وكلاهما صفته تعالي عَلَى الحقيقة فَإِذَا هيمك فِي مقام التفرقة قرنك بصفات فعله، وإذا بلغت إِلَى مقام الجمع قرنك بصفات ذاته.
وأبو القاسم النصرأباذي كَانَ شيخ وقته.
سمعت الأستاذ الإِمَام أبا إِسْحَاق الإِسْفِرَايِنِيّ رحمه اللَّه يَقُول: لما قدمت من بغداد كنت أدرس فِي جامع نيسابور مسألة الروح وأشرح القول فِي أَنَّهَا مخلوقة وَكَانَ أَبُو القاسم النصرأباذي قاعدا متباعدا عنا يصغي إِلَى كلامي فاجتاز بنا بَعْد ذَلِكَ يوما بأيام قلائل، فَقَالَ: لمحمد الفراء: أشهد أني أسلمت جديدا عَلَى يد هَذَا الرجل وأشار إلي.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي يَقُول: سمعت أبا حسين الفارسي يَقُول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن فاتك يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول: مَتَى يتصل من لا شبيه لَهُ ولا نظير لَهُ بمن لَهُ