والأرض الثالثة أرض قاعٌ؛ وهو المستوي الذي لا يقبل النبات، ولا يُمسك ماءً، فلو أصابها من المطر ما أصابها لم تَنْتَفِعْ بشيء منه.

فهذا مثل القلب الذي لا يقبل العلم ولا (?) الفقه والدراية فيه (?)، وإنما هو بمنزلة الأرض البَوَارِ التي لا تُنْبِتُ ولا تَحفظ الماءَ، وهو مثل الفقير الذي لا مال له، ولا يُحسِنُ يُمسِكُ مالًا.

فالأول عالمٌ مُعَلّمٌ، داعٍ إلى الله على بصيرة، فهذا من ورثة الرُّسُل.

والثاني حافظٌ مُؤَدٍّ لما سَمِعَه، فهذا يَحْمِلُ إلى غيره (?) ما يَتَّجرُ به المحمولُ إليه ويستثمر.

والثالث لا هذا ولا هذا، فهو الذي لم يقبل هُدى الله، ولا رَفَعَ (?) به رأسًا.

فاستوعب (?) هذا الحديثُ أقسامَ الخَلْقِ في الدعوة النبوية ومنازلهم، منها قسمان سعيدان، وقسمٌ شقي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015