وخامسها: تأكيد الفعل بالمصدر.
وما هذا التأكيد والاعتناء (?) إلا لشدة الحاجة إلى هذا الأمر العظيم، وأنه مما يُعتنَى به، ويُقَرَّر في نفوس العباد بما هو من أبلغ أنواع التقرير.
وقال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (?). وهذا (?) دليل على أن من لم يكن الرسول أولى به من نفسه فليس من المؤمنين، وهده الأولوية تتضمن أمورًا:
منها: أن يكون أحبَّ إلى العبد من نفسه؛ لأن الأولوية (?) أصلها الحب، ونفس العبد أحب إليه (?) من غيره، ومع هذا فيجب (?) أن يكونَ الرسول أولى به منها، وأحبَّ إليه منها؛ فبذلك يحصل له اسم الإيمان.
ويلزم من هذه الأولوية والمحبة كمالُ الانقياد والطاعة والرضى والتسليم وسائر لوازم المحبة، من الرضى بحكمه، والتسليم لأمره، وإيثاره على كل من سواه (?).
ومنها: أن لا يكون للعبد حُكْمٌ على نفسه أصلًا، بل الحكمُ