الرسائل للجاحظ (صفحة 763)

الصرع والاستهواء

ومن العجب أنَّهم يزعمون أنَّما تُصرع المرأة لأن واحداً من الجنّ عشقها، وأنه لم يأتها إلاّ على شهوة الذّكر للأُنثى، أو شهوة الأُنثى للذّكر.

وقيل لعمرو بن عُبيد: أيكون أن يصرع شيطانٌ إنساناً؟ قال: لو لم يكن لما ضرب الله به المثل لآكل الرِّبا حيث يقول: " الذين يأكلون الرِّبا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبَّطُهُ الشَّيطان من المس ". فهذا شيء واضح. قال: ثم وقفنا على رجلٍ مصروع، فقلت له: أرأيت هذا الصَّرْع، تزعم أنه من شيطانه؟ قال: أمّا هذا بعينه فلا أدري أمن فساد مرَّة وبلْغمٍ، أم من شيطان؛ وما أُنكر أن يكون خبْط شيطانٍ وصرعه، وكيف لا يجوز ذلك مع ما سمعنا في القرآن؟ قال: وسمعته، وسأله سائلٌ عن رجلٍ هام على وجهه، مثل عمرو بن عديّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015