قال: وفد المُغيرة بن عبد الرحمن الرِّياحيّ على معاوية في وفْد، فقال: يا أمير المؤمنين، ولِّني خراسان. قال: ما هجاءُ ما لا هجاء له؟ قال: فشُرط البصرة. قال: انظر غير هذا. قال: فاحملني على بغل، ومُرْ لي بقطيفة خزّ. فلامه أصحابه، فقال: أمَّا أنا فقد أخذت شيئاً!.
أخبار في البغال
أخبار في البغال
قالوا: ولما أقبل مسروق بن أبرهة الأشرم بالحبشة، فصافَّ جند وهْرز الفارسيّ، حين كان استجاش ابن ذي يزن بفارس، فوجَّه كسرى معه وهْرز الأسوار في ثلاث مائة كان أخرجهم من الحبس، على أنّهم إن ظفروا كان الظَّفر له، وإن قُتلوا كان قد أراح الناس من شرِّهم. وكان وهْرز شيخاً كبيراً، قد شدَّ حاجبه بعصابة، فقال: أرُوني ملكهم. قالوا: هو صاحب الفيل. قال: كفّوا عنه؛ فإنه على مركبٍ من مراكب الملوك! وقد أطال الوقوف. فنزل مسروق عن الفيل، فركب فرساً؛ فقيل له: قد نزل عن الفيل، وركب فرساً. فقال: دعوه، فإنه على مركب من مراكب الفُرسان! وأطال الوقوف حتى ملَّ ظهر الفرس، وأتوه ببغل فركبه، فقيل لوهرز: قد نزل عن الفرس، وركب البغل. قال: عن مراكب الملوك، وعن معاقل الفُرسان، ثم ركب البغل ابن الحمار! وكان على مسروق تاجُه، وياقوتةٌ معلَّقة بين عينيه، فقال وهْرز لمن حوله: إني راميه،