خنافس الهجران أثكلنني ... يوم تولَّى مُعرِضاً صبري
أسقم ديدان الهوى مُهجتي ... إذْ سلح البين على عُمري
قال: وسألت أحمد الشَّرابيَّ عن مثل ذلك فقال: لقيناهم في مقدار صحن بيت الشَّراب، فما كان بقدر ما يصفِّي الرجل دنّاً حتى تركناهم في أضيق من رطليّة فقتلناهم، فلو رميت تفاحةً ما وقعت إلا على أنف سكران.
وعمل أبياتاً في الغزل فكانت:
شربت بكأس للهوى نبذة معاً ... ورقرقت خمر الوصل في قدح الهجْر
فمالت دنان البين يدفعها الصِّبا ... فكسَّرن قرَّابات حُزني على صدري
وكان مزاج الكأس غُلَّة لوعةٍ ... ودورق هجرانٍ وقنِّينتيْ غدرٍ
قال: وسألت عبد الله بن طاهر عن مثل ذلك - وكان طبّاخا - فقال: لقيناهم في مقدار صَحْن المطبخ، فما كان بقدر ما يشوي الرجل حملاً حتى