الرسائل للجاحظ (صفحة 303)

ويدل على حبِّهم للثناء وجميل الذكر قول الأسديّ:

فإني أحبُّ الخلد لو أستطيعه ... وكالخلد عندي أن أموت ولم ألم

وقال:

فأثنوا علينا لا أبا لأبيكم ... بمسعاتنا إنَّ الثناء هو الخلد

وقال الغنويّ:

فإذابلغتم أهلكم فتحدَّثوا ... إنَّ الحديث مهالكٌ وخلود

فجعلوا الذكر بالجميل مثل الخلود في النعيم.

وعلى هذا المعنى قال في درك الثأر:

فقتلاً بتقتيل وعقراً كعقركم ... جزاء العطاس لا يموت من اثّأر

وقال حكيم الفرس حين بلغه موت الإسكندر، وهو قاتل دارا بن دارا: ما ظننت أنَّ قاتل دارا يموت! وهذا القول هو أمدح منه لقاتله. ولم أسمع للعجم كلمةً قطُّ أمدح منها. فأما العرب فقد أصبت لهم من هذا الضرب كلاماً كثيراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015