الرسائل للجاحظ (صفحة 289)

وقد كان يقال: إنَّ للقلوب شهوةً وإقبالا، وفترة وإدباراً؛ فأْتوها من حيث شهوتها وإقبالها.

وكان يقال: إذا أُكره القلب عمي.

وقال واصل بن عطاء: طول التحديق يكلُّ الناظر، وناظر القلب أضعف منه.

وزعم عمران بن حُدير قال: قال قسامة بن زهير: روِّحوا هذه القلوب تع الذِّكر.

وقال عبد الملك بن قُريب: قال أبو الدَّرداء: إنِّي لأستجمُّ نفسي ببعض الباطل كراهة أنْ أحمل عليها من الحقِّ فأُكلَّها.

وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاصٍ، رضي الله عنهما، وهو بالقادسيّة: أنْ جنِّبْهم حديث الجاهلية؛ فإنه يذكِّر الأحقاد. وعِظْهم بأيام الله ما نشطوا لاستماعها.

وقالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بالموعظة.

ولذلك أمروا بالجمام وزيارة الغِبّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015