الرسائل للجاحظ (صفحة 1226)

ولست منتفعاً بعيش مع الوحدة، ولا بد من المؤانسة.

وكثرة الاستبدال يهجم بصاحبه على المكروه.

فإن صفا لك أخ فكن به أشد ضناً منك بنفائس أموالك، ثم لا يزهدنك فيه أن ترى خلقاً أو خلقين تكرههما، فإن نفسك التي هي أخص النفوس بك لا تعطيك المقادة في كل ما تريد، فكيف بنفس غيرك.

وبحسبك أن يكون لك من أخيك أكثره. وقد قالت الحكماء: " من لك بأخيك كله ". و: " أي الرجال المهذب ".

فصل منه

واعلم أنك موسوم بسيما من قارنت، ومنسوب إليك أفاعيل من صاحبت. فتحرز من دخلاء السوء، وأظهر مجانبة أهل الريب، وقد جرت لك في ذلك الأمثال، وسطرت فيه الأقاويل، فقالوا: " المرء حيث يجعل نفسه ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015