...
-4- الرسالة الأربعون: ومنها رسالة كتبها إلى عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى، قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب، إلى عبد الوهاب بن عبد الله، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فقد وصل كتابك، وما ذكرت فيه من الظن والتجسس، وقبول خبر الفاسق؛ فكل هذا حق وأريد به باطل. والعجب منك إذا كنت من خمس سنين تجاهد جهاداً كبيراً في رد دين الإسلام، فإذا جاءك مساعد أو ابن راجح وإلا صالح بن سليم وأشباه هؤلاء، الذين نلقنهم شهادة أن لا إله إلا الله، وأن عبادة المخلوقات كفر، وأن الكفر بالطاغوت فرض، قمت تجاهد وتبالغ في نقض ذلك والاستهزاء به.
وليس الذي يذكر هذا عنك بعشرة ولا عشرين ولا ثلاثين، ولا أنت بمتخف في ذلك، ثم تظن في خاطرك أن هذا يخفى علي، وأنا أصدقك إذا قلت ما قلت، ولو أن الذي جرى عشر أو عشرون أو ثلاثون مرة أمكن تعداد ذلك.
وأحسن ما ذكرت: أنك تقول: ربنا ظلمنا أنفسنا، وتقر بالذنب، وتجاهد في إطفاء الشرك وإظهار الإسلام، كما جاهدت في ضده، ويصير ما تقدم كأن لم يكن. فإن كنت تريد الرفعة في الدنيا والجاه، حصل لك بذلك ما لا يحصل بغيره من الأمور بأضعاف مضاعفة. وإن أردت به الله والدار الآخرة فهي التجارة الرابحة وأتتك الدنيا تبعاً.
وإن كنت تظن في خاطرك أنا نبغي أن نداهنك في دين الله، ولو كنت أجل عندنا مما كنت، فأنت مخالف؛ فإن كنت تتهمني بشيء من أمور الدنيا فلك الشرهة فإن كان