عليهم، يريدون منهم أنهم يقربونهم 1 إلى الله، كما ذكر الله عنهم ذلك في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} 2.
إذا عرفتم ذلك، فهؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم، من أهل الخرج وغيرهم، مشهورون عند الخاص والعام بذلك، وأنهم يترشحون له ويأمرون به الناس، كلهم كفار مرتدون عن الإسلام؛ ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفّرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلاً فلا يخرجهم إلى الكفر، فأقلّ أحوال هذا المجادل أنه فاسق لا يقبل خطه ولا شهادته، ولا يصلى خلفه، بل لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} 3. ومصداق هذا: أنكم إذا رأيتم من يخالف هذا الكلام وينكره، فلا يخلو: إما أن يدعي أنه عارف، فقولوا له: هذا الأمر العظيم لا يغفل عنه، فبينْ لنا ما يصدقك من كلام العلماء إذا لم تعرف كلام الله ورسوله؛ فإن زعم أن عنده دليلاً، فقولوا له يكتبه حتى نعرضه على أهل المعرفة، ويتبين لنا أنك على الصواب ونتبعك؛ فإن نبينا صلى الله عليه وسلم قد بين لنا الحق من الباطل. وإن كان المجادل يقر بالجهل، ولا يدعي المعرفة، فيا عباد الله! كيف ترضون بالأفعال والأقوال التي تغضب الله ورسوله، وتخرجكم عن الإسلام؟ اتباعاً لرجل يقول: إني عارف، فإذا طالبتموه بالدليل عرفتم أنه لا علم عنده، أو اتباعاً لرجل جاهل، وتعرضون عن طاعة ربكم