عمل سنة. وهذا المنادي بالصلاة. وصاحب الطّعام؛ فإنّ الطعام إذا ترك برد، وإذا أعيد عليه التسخين فسد.
الهيثم بن عديّ قال: قال خالد بن عبد الله القسريّ لحاجبه: لا تحجبنّ عنّي أحدا إذا أخذت مجلسي؛ فإن الوالي لا يحتجب إلّا عن ثلاث: إمّا رجل عييّ يكره أن يطّلع على عيّه، وإمّا رجل مشتمل على سوءة، أو رجل بخيل يكره أن يدخل عليه إنسان يسأله شيئا.
أنشدني محمود الورّاق لنفسه في هذا المعنى:
إذا اعتصم الوالي بإغلاق بابه ... وردّ ذوي الحاجات دون حجابه
وأنشدني بعض المحدثين في ابن المدبّر:
لولا مقارفة الرّيب ... ما كنت ممّن يحتجب
أولا فعيّ منك أو ... بخل على أهل الطّلب
فاكشف لنا وجه الحجا ... ب ولا تبال من عتب
قال المنصور للمهديّ: لا ينبغي أن يكون الحاجب جهولا، ولا غبيّا، ولا عييّا، ولا ذهولا ولا متشاغلا، ولا خاملا ولا محتقرا، ولا جهما ولا عبوسا. فإنّه إن كان جهولا أدخل على صاحبه الضّرر من حيث يقدّر المنفعة، وإن كان عيّيا لم يؤدّ إلى صاحبه ولم يؤدّ عنه، وإن كان غبيّا جهل مكان الشريف فأحلّه غير منزلته، وحطّه عن مرتبته، وقدّم الوضيع عليه، وجهل ما عليه وماله. وإن كان ذهولا متشاغلا أخلّ بما يحتاج إليه صاحبه في وقته، وأضاع حقوق الغاشين لبابه، واستدعى الذّمّ من الناس له، وأذن عليه لمن لا يحتاج إلى لقائه ولا ينتفع بمكانه. وإذا كان خاملا محتقرا أحلّ الناس صاحبه في محلّه وقضوا عليه به. وإذا كان جهما عبوسا تلقّى كل طبقة