قالوا: ومنا كباجلا، لم يصعد نهر؟؟؟ مان ولا قاتل في المخارجات أحد قطّ يشبهه.

قالوا: ومنّا الأربعون الذين خرجوا بالفرات أيّام سوّار بن عبد الله القاضي، فأجلوا أهل الفرات عن منازلهم، وقتلوا من أهل الأبلّة مقتلة عظيمة.

قالوا: ومنّا الذي ضرب عنق عيسى بن جعفر بعمان، بمنجل بحرانيّ، بعد أن لم يجسر عليه أحد.

[3- خصال السودان]

قالوا: والناس مجمعون على أنّه ليس في الأرض أمّة السّخاء فيها أعمّ، وعليها أغلب من الزّنج. وهاتان الخلّتان لم توجدا قطّ إلّا في كريم.

وهي أطبع الخلق على الرّقص الموقّع الموزون، والضّرب بالطّبل على الإيقاع الموزون، من غير تأديب ولا تعليم.

وليس في الأرض أحسن حلوقا منهم. وليس في الأرض لغة أخفّ على اللسان من لغتهم، ولا في الأرض قوم أذرب ألسنة، ولا أقلّ تمطيطا منهم.

وليس في الأرض قوم إلّا وأنت تصيب فيهم الأرتّ والفأفاء والعييّ، ومن في لسانه حبسة، غيرهم.

والرجل منهم يخطب عند الملك بالزّنج من لدن طلوع الشّمس إلى غروبها، فلا يستعين بالتفاتة ولا بسكتة حتّى يفرغ من كلامه.

وليس في الأرض أمّة في شدّة الأبدان وقوّة الأسر أعمّ منهم فيهما.

وإنّ الرّجل ليرفع الحجر الثّقيل الذي تعجز عنه الجماعة من الأعراب وغيرهم. وهم شجعاء أشداء الأبدان أسخياء. وهذه هي خصال الشرف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015