وقال الفرزدق:

ولست مضحّيّا ما دمت حيّا ... بشاة من حلوبة أعرجيّ

فما أدرى إذا أنفقت مالي ... لعلّ الشاة تبقر عن صبيّ

وقال الآخر:

إذا أحببت أن تغلي أتانا ... فدلّ الدارميّ على شراها

يقبّل ظهرها ويكاد لولا ... قحول الظّهر يدنو من قفاها

وودّ الدارميّ لو أنّ فاه ... إذا نال الحمارة نال فاها

وقال عبد بن رشيد:

قبيلة سوء خيرهم مثل شرّهم ... ترى منهم للضأن فحلا وراعيا

إذا جليت فيهم عروس لبعلها ... ترى النّعجة البقعاء أبكى البواكيا

ولذلك قال الأخطل:

فانعق بضأنك يا جرير فإنّما ... منّتك نفسك في الخلاء ضلالا

ولذلك قال الحيقطان:

ألست كليبيّا وأمّك نعجة ... لها في سمان الضّأن عار ومفخر

أمّا العار فالذي شاع عليهم من ذكر النّعاج. وأما المفخر يقول: إذا فخروا فخروا بالشّاء، ولا يبلغون إلى حدّ الإبل.

ومن مفاخر السّودان والزّنج والحبش مع ما ذكرنا من قصيدة الحيقطان، أنّ جرير بن الخطفى لمّا هجا بني تغلب [و] قال:

لا تطلبنّ خؤولة في تغلب ... فالزّنج أكرم منهم أخوالا

غضب سنيح بن رباح شار، فهجا جريرا، وفخر عليه بالزّنج فقال:

ما بال كلب من كليب سبّنا ... أن لم يوازن حاجبا وعقالا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015