[ومن شاء خنثى] ، ومن شاء أفرده من ذلك فجعله لا ذكرا ولا أنثى ولا خنثى.

وكذلك خلق الملائكة وهم أكرم على الله من جميع الخليقة. وخلق آدم فلم يجعل له أبا ولا أمّا، وخلقه من طين ونسبه اليه، وخلق حوّاء من ضلع آدم وجعلها له زوجا وسكنا. وخلق عيسى من غير ذكر ونسبه إلى أمّه التي خلقه منها. وخلق الجانّ من نار السّموم، وآدم من طين، وعيسى من غير نطفة. وخلق السّماء من دخان، والأرض من الماء، وخلق اسحاق من عاقر. وأنطق عيسى في المهد، وأنطق يحيى بالحكمة وهو صغير، وعلّم سليمان منطق الطّير، وكلام النّمل، وعلّم الحفظة من الملائكة جميع الألسنة حتّى كتبوا بكلّ خطّ، ونطقوا بكلّ لسان. وأنطق ذئب أهبان بن أوس.

والمؤمنون من جميع الأمم إذا دخلوا الجنّة، وكذلك أطفالهم والمجانين [منهم] ، يتكلّمون ساعة يدخلون الجنة بلسان أهل الجنّة، على غير الترتيب والتنزيل، والتعليم على طول الأيّام والتا؟؟ ين. فكيف يتعجّب الجاهلون من [نطق] اسماعيل بالعربية على غير تعليم الآباء، وتأديب الحواضن؟! وهذه المسألة ربّما سأل عنها بعض القحطانية، ممن لا علم له، بعض العدنانية، وهي على القحطانيّ أشدّ. فأمّا جواب العدنانيّ فسلس النّظام سهل المخرج، قريب المعنى؛ لأنّ بني قحطان لا يدّعون لقحطان نبوّة فيعطيه الله مثل هذه الأعجوبة.

وما الذي قسم الله- عزّ اسمه- بين الناس من ذلك، إلّا كما صنع في طينة الأرض، فجعل بعضها حجرا، وبعض الحجر ياقوتا، وبعضه ذهبا، وبعضه نحاسا، وبعضه رصاصا، وبعضه حديدا، وبعضه ترابا، وبعضه فخّارا. وكذلك الزّاج، والمغرة، والزّرنيخ، والمرتك، والكبريت، والقار والتّوتيا، والنوشادر، والمرقشيثا، والمغناطيس.

ومن يحصى عددا أجزاء الأرض، وأصناف الفلزّ؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015