أنصار خليفتك، وإيّاها حطت بحياطتك لأشياعه، واحتجاجك لأوليائه. ونعم العون أنت إن شاء الله على ملازمة الطّاعة، والمؤازرة على الخير، والمكانفة لأهل الحق.
وقد استدللت بالذي أرى من شدّة عنايتك، وفرط اكتراثك، وتفقّدك لأخابير الأعداء وبحثك عن مناقب الأولياء، على أن ما ظهر من نصحك أمم، في جنب ما بطن من إخلاصك.
فأمتع الله بك خليفته، ومنحنا وإياك محبّته، وأعاذنا وإيّاك من قول الزّور، والتقرّب بالباطل، إنّه حميد مجيد، فعّال لما يريد.
وذكرت أبقاك الله أنّك جالست أخلاطا من جند الخلافة، وجماعة من أبناء الدّعوة، وشيوخا من جلّة الشّيعة، وكهولا من أبناء رجال الدّولة، والمنسوبين إلى الطاعة والمناصحة، [والمحبّة] الدّينية، دون محبة الرغبة والرهبة، وأنّ رجلا من عرض تلك الجماعة، ومن حاشية تلك الجلّة ارتجل الكلام ارتجال مستبدّ، وتفرد به تفرّد معجب، وأنّه لم يستأمر زعماءهم، ولم يراقب خطباءهم، وأنه تعسّف المعانى وتهجّم على الألفاظ، وزعم أنّ جند الخلافة اليوم على خمسة أقسام: خراساني، وتركيّ، ومولى، وعربيّ، وبنويّ. وأنّه أكثر من حمد الله وشكره على إحسانه ومننه، وعلى جميع أياديه وسابغ نعمه، وعلى شمول عافيته وجزيل مواهبه، حين ألّف على الطاعة هذه القلوب المختلفة، والأجناس المتباينة، والأهواء المتفرّقة. وأنّك اعترضت على هذا المتكلم المستبدّ، وعلى هذا القائل المتكلّف، الذي قسّم هذه الأقسام، وخالف [بين] هذه الأركان، وفصّل بين أنسابهم، وفرّق بين أجناسهم، وباعد بين أسبابهم.