وفقك الله لرشدك، وأعان على شكرك، وأصلحك وأصلح على يديك، وجعلنا وإيّاك ممّن يقول بالحقّ ويعمل به، ويؤثره ويحتمل ما فيه [ممّا قد يصدّه عنه] ، ولا يكون حظّه منه الوصف له والمعرفة به، دون الحثّ عليه والانقطاع إليه، وكشف القناع فيه، [وإيصاله إلى أهله، والصّبر على المحافظة في ألّا يصل إلى غيرهم، والتثبّت في تحقيقه لديهم] ؛ فإنّ الله تعالى لم يعلّم الناس ليكونوا عالمين دون أن يكونوا عاملين، بل علّمهم ليعملوا، وبيّن لهم ليتّقوا التورّط في وسط الخوف، والوقوع في المضارّ، والتوسّط في المهالك.
[فلذلك] طلب الناس التبيّن، ولحبّ السلامة من الهلكة، والرّغبة في المنفعة، احتملوا ثقل العلم، وتعجّلوا مكروه المعاناة. ولقلّة العاملين وكثرة الواصفين [قال الأوّلون: العارفون أكثر من الواصفين، والواصفون أكثر من العاملين. وإنّما] كثّرت الصّفات وقلّت الموصوفات، لأنّ ثواب العمل مؤجّل، واحتمال ما فيه معجّل.
وقد أعجبني ما رأيت من شغفك بطاعة إمامك، والمحاماة لتدبير