قال أبو عثمان:
إن أشرف خصال قريش في الجاهلية: أللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة، وهذه الخصال مقسومة في الجاهلية لبني هاشم وعبد الدار وعبد العزى دون بني عبد شمس. على أن معظم ذلك صار شرفه في الاسلام إلى بني هاشم. لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ملك مكة صار مفتاح الكعبة بيده، فدفعه إلى عثمان بن طلحة. فالشرف راجع إلى من ملك المفتاح لا إلى من دفع إليه. وكذلك دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصعب بن عمير اللواء فالذي دفع اللواء إليه وأخذه مصعب من يديه أحق بشرفه وأولى بمجده، وشرفه راجع إلى رهطه من بني هاشم. قال: وكان محمد بن عيسى المخزومي أميرا على اليمن فهجاه أبيّ بن مدلج فقال:
قل لابن عيسى المستغي ... ث من السّهولة بالوعوره
النّاطق العوراء في ... جلّ الأمور بلا بصيره
ولد المغيرة تسعة ... كانوا صناديد العشيرة
وأبوك عاشرهم كما ... نبتت مع النّخل الشّعيره
إنّ النّبوّة والخلافة ... والسقاية والمشورة
في غيركم فاكفف اليك ... يدا مجذمة قصيرة