ولو أنّا أخذنا خصال هذه الأجمة وما عظّمنا من شأنها. فقذفنا بها في زاوية من زوايا بحرنا هذا لضلّت حتّى لا نجد لها حسّا، وهمّا لنا خالصان دونكم.
وليس يصل إليكم منهما شيء إلّا بسببنا وبعد أن فضل عنا.
وقال بعض خطبائنا: نحن أكرم بلادا، وأوسع سوادا، وأكثر ساجا وعاجا وديباجا، وأكثر خراجا.
لأنّ خراج العراق مائة ألف ألف واثنا عشر ألف ألف، وخراج البصرة من ذلك ستّون ألف ألف، وخراج الكوفة خمسون ألف ألف.
فصل منه: ورأيت الحيرة البيضاء وما جعلها الله بيضاء، وما رأيت فيها دارا يذكر إلّا دار عون النّصرانيّ العبادانيّ.
ورأيت التّربة التي بينها وبين قصبة الكوفة، ورأيت لون الأرض فإذا هو أكهب كثير الحصى، خشن الّمس.
والحيرة أرض باردة في الشّتاء، وفي الصّيف ينزعون ستور بيوتهم مخافة إحراق السّمائم لها.