صدرت الرسائل عن فتح القدس , سواء قبل الفتح أو بعده، إذ أن المعركة التي خاضها المسلمون لفتح القدس , والتي تعرف بموقعة حطين المشهورة , تعد الموقعة الفاصلة , التي انتصر فيها السلطان صلاح الدين على الصليبيين.
وقد أرسل السلطان صلاح الدين إلى بعض إخوانه , وهو يجمع الجموع , ويحشد الحشود في سنة 582 هـ = 1187 م , استعداد لهذه الموقعة , جاء فيها: " كتبت هذه المكاتبة من جسر الخشب ظاهر دمشق , وقد زود السلطان أعز الله أنصاره للغزاة إلى بلاد الكفر , في عسكر فيه عساكر , وفي جمع البادي فيه كأنه حاضر , وفي حشد يتجاوز أن يحمله الناظر , إلى أن يحمله الخاطر , وقد نهضت به همة لا يرجى غير الله لانهاضها , وحجبت به عزمة الله المسؤول في حسم عوارض اعتراضها , وباع الله نفسا يستمتع أهل افسلم بصفتها , ويذهب الله الشرك بهيبتها "1.
هذه الرسالة لم تصلنا كاملة , وهذه القطعة التي بين أيدينا جاء في نهايتها دعاء للقاضي الفاضل بأن تكون موقعة القدس الفاصلة في المعارك الدائرة بين المسلمين والصليبيين , وأن يستريح النفوس بهذا النصر.
ويرسل السلطان صلاح الدين في سنة 583 هـ = 1188 م رسالى إلى الخليفة العباسي الناصر لدين الله يبشره بهذا الانتصار الرائع.
وهذه الرسالة تعد أهم الرسائل الديوانية في عصر الدولة الأيوبية , لأنها تحمل البشرى إلى الخليفة العباسي بفتح القدس , الذي كان لفتحه رنة فرح في العالم الإسلامي كله.
ولفتت هذه الرسالة نظر الباحثين في العصر الحديث , فاستشهدوا بها في كتاباتهم عن العصر الأيوبي , وعن أساليب الكتابة فيه , فمنهم الدكتور شوقي ضيف الذي يصف هذه