ولم زعمت أن عمر نوح أطول الأعمار مع قولك أن جميع الأنبياء قد حذرت من الدجال، وأن الدجال إنسان. وقد سألتك وإن كنت أعلم أنك لا تحسن من هذا قليلا ولا كثيرا، فإن أردت أن تعرف حق هذه المسائل وباطلها وما فيها خرافة وما فيها محال وما فيها صحيح وما فيها فاسد، فالزم نفسك قراءة كتبي ولزوم بابي وابتدىء بنفي التشبيه والقول بالبداء واستبدل بالرفض الأعتزال، وأن أتنكر منعك بعد التمكين والبذل وبعد التقريع والشحذ فلا يبعد الله إلا من ظلم.
وقد بقيت لي عليك مسائل وهي خاتمة الكتاب ومنتهى المسائل: أيهما أحسن قول بقراط مفسرا: العمر قصير والصناعة طويلة والزمان جديد والتجربة خطأ والقضاء عسر، أم قول أفلاطون مجملا: لولا أن في قولي أني لا أعلم تثبيتا لأني أعلم لقلت إني لا أعلم، أم تواضع أرشخانس حيث يقول: ليس معي من فضيلة العلوم إلا علمي بأني لست بعالم. فانظر في آخر هؤلاء ثم انظر في قول ديمقراط: عالم معاند خير من عالم منصف جاهل، وفي قول تلميذه الأول: الجاهل لا يكون منصفا والعالم لا يكون معاندا وقد يكون العالم معاندا. ثم انظر في قول ريسموس: لولا العمل لم يطلب علم، ولولا العلم لم يطلب عمل، ولأن أدع الحق جهلا به أحب الي من أن أدعه زهدا فيه، وإن كان الجهل لا يكون إلا من نقصان في آلة الحس فإن المعاندة [هي] زيادة في آلة الشر، ولأن أترك جميع الخير أحب إلي من أن أفعل بعض الشر، ثم انظر في قول تومقراط؛ العلم روح والعمل بدن، والعلم أصل