جبار» . وأنشأ يقول:
ما أبالي أنبّ بالحزن تيس ... أم لحاني بظهر غيب لئيم
ودفعها إلى السادس فقرأها وقال: «إذا علقتك الأمجاد، فليهن عليك الحسّاد» . وأنشأ يقول:
إذا أهل الكرامة أكرموني ... فلا أخشى الهوان من اللّئام
ودفعها إلى السابع فقرأها وقال: «كيف يخاف الصّرعة، من هو في ذي المنعة» . وأنشأ يقول:
كم تنبحون وما يغني نباحكم ... ما يملك الكلب غير النّبح من ضرر
ودفعها إلى العاشر فقرأها وقال: «نوكى هلكى، لم يعرفوا خبرك، ولا دروا أمرك» . وأنشأ يقول:
فلو علم الكلاب بنو الكلاب ... بحالك عند سيّدنا لذلّوا
وعندي صديق لي من السّوقة له أدب، فقال لي بعقب فراغهم مسرّا:
إنّ هؤلاء الكتّاب قد أظهروا الاستخفاف بقول الحسّاد، وضربوا الأمثال في هوانهم عليك، وعرفوا أنّك في منعة من عزّ أبي الحسن أطال الله بقاءه، ومعقل لا يسامى ولا ينال. وأنا أقول بالشّفعة:
توقّ قوما من الحسّاد قد قصدوا ... لحطّ قدرك في سرّ وفي علن
فقلت له: إنّي أقول بيتين هما جوابك وجواب الحسّاد:
إنّ ابن يحيى عبيد الله أمنني ... من الحوادث بعد الخوف من زمني
فلست أحذر حسّادي وإن كثروا ... ما دمت ممسك حبل من أبي الحسن