أصحب الله مدّتك السعادة والسّلامة، وقرنها بالعافية والسّرور، ووصلها بالنعمة التي لا تزول، والكرامة التي لا تحول.
هذا كتاب- أطال الله بقاءك- نبيل بارع، فصل فيه بين الحسد والعداوة، ولم يسبقني إليه أحد ولا إلى كتاب فضل الوعد الذي تقدّم هذا الكتاب، ولا إلى كتاب أخلاق الوزراء الذي تقدّم كتاب فضل الوعد.
وإنّما نبلت هذه الكتب وحسنت وبرعت، وبذّت غيرها لمشاكلتها شرف الأشراف، بما فيها من الأخبار الأنيقة الغريبة، والآثار الحسنة اللّطيفة، والأحاديث الباعثة على الأخلاق المحمودة، والمكارم الباقية المأثورة، مع ما تضمّنته من سير الملوك والخلفاء ووزرائهم وأتباعهم، وما جرت عليه أحوالهم.
فأنا أسألك بساطع كرمك وناصع فضلك، لمّا امتننت عليّ بصرف عنايتك إلى قراءتها، فإن لم يمكنك تبحّرها والتقصّي لجميعها، للأشغال التي تعروك، فبحسبك أن تقف على حدودها، وتتعرّف معاني أبوابها بتصفّح