أرشدك الله للصّواب، وعرّفك فضل أولى الألباب، ووهب لك جميل الآداب، وجعلك ممن يعرف عزّ الأدب كما تعرف زوائد الغنى.
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ: دخلت على أمير المؤمنين المعتصم بالله فقلت له: يا أمير المؤمنين، في اللسان عشر خصال: أداة يظهر بها البيان، وشاهد يخبر عن الضمير، وحاكم يفصل بين الخطاب، وناطق يردّ به الجواب، وشافع تدرك به الحاجة، وواصف تعرف به الأشياء، وواعظ يعرف به القبيح، ومعزّ يردّ به الأحزان، وخاصّة يزهى بالصّنيعة، ومله يونق الأسماع.
وقال الحسن البصري: إنّ الله تعالى رفع درجة اللسان، فليس من الأعضاء شيء ينطق بذكره غيره.
وقال بعض العلماء: أفضل شيء للرجل عقل يولد معه، فإن فاته ذلك فمال يعظّم به، فإن فاته ذلك فعلم يعيش به، فإن فاته ذلك فموت يجتثّ أصله.