فصل منه: أدام الله لك السّلّامة، وأسعدك بالنّعمة، وختم لك بالسّعادة، وجعلك من الفائزين.
فهمت كتاب صاحبك، ووقفت منه على تعدّ في القول، وحيف في الحكم؛ وسمعت قوله. وهو على كلّ حال حائر، وطريقه طريقهم، وكتبه تشاكل كتبهم، وألفاظه تطابق ألفاظهم.
وكذلك حالنا وحال صاحب كتابك فيما يسخطه من أمرنا، أنّي لا أعتذر منه، وأستنكف من الانتساب إليه، بل أستحي من الكتابة، وأستنكف بأن أنسب إليها من البلاغة أن أعرف بها في غير موضعها، ومن السّجع أن يظهر منّي، ومن الصّنعة أن تعرف في كتبي، ومن العجب بكثير ما يكون منّي.
وقديما كره ذلك أهل المروءة والأنفة، وأهل الاختيار للصّواب والصّدّ عن الخطإ، حتّى إنّ معاوية مع تخلّفه عن مراتب أهل السّابقة، أملى كتابا إلى رجل فقال فيه: «لهو أهون عليّ من ذرّة، أو كلب من كلاب الحرّة» ثم قال: «امح: من كلاب الحرّة، واكتب: من الكلاب» . كأنّه كره اتّصال