ويمنعهم بالغرامة، ويأخذهم بالصّلاة في الجماعة، ويدرّسهم القرآن، ويهذّب ألسنتهم برواية القصيد والأرجاز، ويعاقب على التّهاون، ويضرب على الفرار، ويأخذهم بالمناقلة، والمناقلة [من] أسباب المنافسة.

لحقيق بخلاف هذه السّيرة، وبضدّ هذه المعاملة.

[8- فقر الأدباء]

فصل منه: وقد ذهب فوم إلى أنّ الأدب حرف، وطلبه شؤم. وأنشد قول الشاعر:

ما ازددت في أدبي حرفا أسرّ به ... إلّا تزيّدت حرفا تحته شوم

إن المقدّم في حذق بصنعته ... أنّى توجّه فيها فهو محروم

ولم نر شاعرا نال بشعره الرّغائب، ولا أديبا بلغ بأدبه المراتب، ذكر يمن الأدب، ولا بركة قول الشعر. فإذا حرم الواحد منهم، والرجل الشاذّ ذكر حرف الأدب وشؤم الشعر. وإن كان عدد من نال الرغائب أكثر من عدد من أخفق.

ومهما عيّرنا من كان في هذه الصّفة فإنا غير معايرين لأبي يعقوب الخريمي؛ لأنّه نال بالشّعر وأدرك بالأدب.

وليس الذي يحمل أكثر الناس على هذا القول إلّا وجدان المعاني والألفاظ، فإنهم يكرهون أن يضيعوا بابا من إظهار الظّرف وفضل اللسان وهم عليه قادرون.

[9- المعلم يراعي مستوى الصبي العقلي]

فصل منه: وقد قالوا: الصبي عن الصبي أفهم، وبه أشكل. وكذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015