عفيف.
ولا تعجل بالقضيّة حتى تستوفي آخر الكتاب، وتبلغ أقصى العذر، فإنك إنّ كنت تعمّدت تذمّمت، وإن كنت جهلت تعلّمت، وما أظن من أحسن بك الظّنّ إلّا وقد خالف الحزم.
فصل منه: قال المعلّم: وجدنا لكلّ صنف من جميع ما بالناس إلى تعلّمه حاجة، معلمين، كمعلّمي الكتاب والحساب، والفرائض والقرآن، والنحو والعروض والأشعار، والأخبار والآثار، ووجدنا الأوائل كانوا يتّخذون لأبنائهم من يعلّمهم الكتابة والحساب، ثم لعب الصّوالجة، والرّمي في التّنبوك، والمجثّمة، والطّير الخاطف، ورمي البنجكاز. وقبل ذلك الدّبّوق والنّفخ في السّبطانة. وبعد ذلك الفروسيّة؛ واللّعب بالرّماح والسّيوف، والمشاولة والمنازلة والمطاردة، ثم النّجوم واللّحون، والطبّ والهندسة، وتعلّم النّرد والشّطرنج، وضرب الدّفوف وضرب الأوتار، والوقع والنّفخ في أصناف المزامير.
ويأمرون بتعليم أبناء الرعيّة الفلاحة والنّجارة، والبنيان والصّياغة والخياطة، والسّرد والصّبغ، وأنواع الحياكة. نعم حتّى علّموا البلابل وأصناف الطّير الألحان.
وناسا يعلّمون القرود والدّببة والكلاب والظّباء المكّيّة والببّغاء، والسّقر وغراب البين، ويعلّمون الإبل، والخيل، والبغال، والحمير، والفيلة، أصناف المشي، وأجناس الحضر، ويعلّمون الشّواهين والصّقور والبوازي، والفهود، والكلاب، وعناق الأرض، الصّيد.
ويعلّمون الدّوابّ الطّحن، والبخاتيّ الجمز حتّى يروضوا الهملاج والمعناق، بالتخليع وغير التخليع، وبالموضوع والأوسط والمرفوع.
ووجدنا للأشياء كلّها معلمين.