إليه، فقالت له: لو غنّيت لي صوتا إلى وقت مجيء صديقك! فأخذ العود وتغنّى:

من الخفرات لم تفضح أخاها ... ولم ترفع لوالدها شنارا

قال: فأخذت المرأة خفّها ولبست إزارها وقالت: ويلي ويلي، لا والله لا جلست! فجهد بها فأبت وصاحت، فخشي الفضيحة فأطلقها. وجاء الرجل فلم يجدها، فسأله عنها فقال: جئتني بمجنونة؛ قال: ما لها ويلك؟

قال: سألتني أن أغنّيها صوتا ففعلت، فضربت بيدها إلى خفّها وثيابها فلبست وقامت تولول، فجهدت أن أحبسها فصاحت فخلّيتها. قال: وأيّ شيء غنّيتها؟ فأخبره، فقال: لعنك الله! حقّ لها أن تهرب! قال: تواصف قوم الجماع، وأفاضوا في ذكر النساء، وإلى جانبهم مخنّث فقال: بالله عليكم دعوا ذكر الحر لعنه الله! فقال له بعضهم: متى عهدك به؟ قال: مذ خرجت منه! 10- قال: تزوج رجل امرأة، فمكثت عنده غير بعيد، ثم أتى الرجل بالذي زوّجه فقدّمه إلى القاضي فقال: أصلحك الله، إنّ هذا زوّجني امرأة مجنونة. قال: وأيّ شيء رأيت من جنونها؟ قال: إذا جامعتها غشي عليها حتّى أحسبها قد ماتت. فقال له القاضي: قم قبحك الله فما أنت لمثل هذه بأهل. وكانت ربوخا.

11- قال: كانت عائشة بنت طلحة من المتزوّجات، فتزوّجها عمر بن عبيد الله بن معمر التّيميّ، فبينا هي عنده تحدّث مع امرأة من زوّارها إذ دخل عمر فدعا بها فواقعها، فسمعت المرأة من النّخير والشّهيق أمرا عجيبا، فلمّا خرجت قالت لها: أنت في شرفك وقدرك تفعلين مثل هذا! قالت: إنّ الدوابّ لا تجيد الشّرب إلّا على الصّفير!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015