5- قال: طلّق رجل امرأته، فمرّ رجل في بعض الطّرقات فسمع امرأة تسأل أخرى عنها فقالت: البائسة طلّقها زوجها! فقالت: أحسن بارك الله عليه. فقال لها: يا أمة الله، من شأن النّساء التعصّب بعضهن لبعض، وأسمعك تقولين ما قلت. قالت: يا هذا، لو رأيتها لعلمت أن الله تعالى قد أحلّ لزوجها الزّنى، من قبح وجهها.
6- وقال مخنّث لامرأة: يا معشر النّساء، مالكنّ همّة إلّا طلب النّيك، لا تؤثرن عليه شيئا. فقالت: إن أمرا انتقلت من شهوته من طبع الرّجال إلى طبع النساء حتّى عقرت لحيتك له، لحقيق ألّا تلام عليه.
7- قال إسحاق الموصليّ: نظرت إلى شابّ مخنّث حسن الوجه جدّا قد هلب لحيته فشان وجهه، فقلت له: لم تفعل هذا بلحيتك، وقد علمت أن جمال الرجال في اللّحى؟ فقال: يا أبا محمد، أيسرّك بالله أنّها في استك؟
قلت: لا والله! فقال: ما أنصفتني، أتكره أن يكون في استك شيء وتأمرني أن أدعه في وجهي!.
8- وقال: اشترى بعض ولاة العراق قينة بمال كثير، فجلس يوما يشرب وأمرها أن تغنّيه، فكان أوّل صوت تغنّت به:
أروح إلى القصّاص كلّ عشيّة ... أرجّي ثواب الله في عدد الخطى
فقال للخادم: يا غلام، خذ بيد هذه الزّانية فادفعها إلى أبي حزرة القاصّ. فمضى بها إليه فلقيه بعد ذلك، فقال: كيف رأيت تلك الجارية؟
فقال: ما شئت أصلحك الله، غير أنّ فيها خصلتين من صفات الجنّة! قال:
ويلك ما هما؟ قال: البرد، والسّعة.
9- قال: علق رجل من أهل المدينة امرأة فطال عناؤه وشقاؤه بها حتّى ظفر بها، فصار بها إلى منزل صديق له مغنّ، ثم خرج يشتري ما يحتاج