وروي عن الشّعبي أنه قال: «إنّ القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة» .

وبعض من يظهر النسك والتقشّف إذا ذكر الحر والأير والنّيك تقزّز وانقبض. وأكثر من تجده كذلك فإنما هو رجل ليس معه من المعرفة والكرم، والنّبل والوقار، إلّا بقدر هذا التصنّع.

ولو علم أنّ عبد الله بن عباس أنشد في المسجد الحرام وهو محرم:

وهنّ يمشين بنا هميسا ... إن تصدق الطّير ننك لميسا

فقيل له: إنّ هذا من الرّفث! فقال: إنما الرّفث ما كان عند النساء وقول عليّ رضوان الله عليه ودخل على بعض أهل البصرة، ولم يكن في حسبه بذاك، فقال: من في هذه البيوت؟ فقال: عقائل من عقائل العرب. فقال: «من يطل أير أبيه ينتطق به» .

فعلى عليّ في التّنزّه يعوّل.

وقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه لبديل بن ورقاء يوم الحديبية، وقد تهدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عضضت ببظر اللات، أنحن نخذله؟!» .

وقول حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه: «وأنت يا ابن مقطّعة البظور ممن يكثّر علينا!» .

وحديث مرفوع: «من عذيري من ابن أمّ سباع مقطّعة البظور» .

ولو تتبّعت هذا وشبهه وجدته كثيرا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015