وأما التعاون فإنما هو مشروع في أفعال الخير، ولا يجوز في أفعال الشر لقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقد ذكر الكاتب كلمة التعاون على وجه الإطلاق الذي يدخل فيه التعاون الذي أمر الله به والتعاون الذي نهى الله عنه. وهذا خطأ وجهل إذ لا بد من تقييد التعاون بما أمر الله به من التعاون على البر والتقوى.
وأما الأخلاق فإن الإسلام قد رغب في محاسنها، ونهى عن مساويها وسفسافها، وقد ذكر الكاتب كلمة الأخلاق على وجه الإطلاق الذي يدخل فيه محاسن الأخلاق ومساويها، وهذا خطأ وجهل إذ لا بد من تقييد الأخلاق بما هو مأمور به ومرغب فيه من التحلي بالأخلاق الحسنة، والبعد عن الأخلاق السيئة.
وأما قوله: لا يعرفون أن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده.
فجوابه أن يقال: إن التحذير من إطلاق اللسان واليد على المسلمين إنما هو فيما كان من باب الظلم والعدوان. فأما الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والأخذ على أيدي المسيئين وأطرهم على الحق فهي من الأمور التي أمر الشارع بها ورغب فيها،