حديث حسن صحيح. ورواه الإمام أحمد أيضًا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ورواه الدارمي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
وقد قال النووي في الكلام على هذا الحديث: إن من النصيحة لله تعالى القيام بطاعته، واجتناب معصيته، ومن النصيحة للرسول - صلى الله عليه وسلم - طاعته في أمره، ونهيه، وإحياء طريقته وسنته. ومن النصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق، وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، ومن النصيحة لعامة المسلمين تعليمهم ما يجهلونه من دينهم وأمرهم ونهيهم عن المنكر، انتهى المقصود من كلامه ملخصًا.
وإذا علم هذا فليعلم أيضًا من طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسنته التي دلت عليها أقواله وأفعاله إعفاء اللحية ومخالفة المشركين الذين يحلقون لحاهم، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان كث اللحية ضخمها عظيمها. وجاء في عدة أحاديث صحيحة أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر أمته بإعفاء اللحى ومخالفة المشركين الذين يحلقون لحاهم، فتجب طاعته في ذلك واجتناب معصيته كما يجب أيضًا التأسي به وإحياء طريقته وسنته، وذلك كله من النصيحة لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الله تعالى قد أمر بطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مواضع كثيرة من القرآن، وقرن طاعته