من الخدود، وقيل: نتفقه أو تغييره بالسواد، وكذا قال ابن منظور في لسان العرب. وقد تقدم ما رواه ابن إسحاق، وابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كره النظر إلى المجوسيين اللذين دخلا عليه، وقد حلقا لحاهما، وأعفيا شواربهما، وقال لهما: «ويلكما، من أمركما بهذا؟»، وإنما أنكر عليهما حلق اللحية وإعفاء الشارب؛ لأن ذلك يشوه الوجه ويجعله قبيح المنظر.
وإذا علم هذا فليعلم أيضًا أنه لا يستحسن حلق اللحية، وإعفاء الشارب إلا من استزله الشيطان، وزين له تشويه وجهه، وقد قال الله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، وقال تعالى مخبرًا عن المخالفين لدعوة الرسل: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، ومن حلق لحيته وشاربه، أو حلق لحيته وأعفى شاربه، أو حلق لحيته فقط فله نصيب من هذه الآية بقدر مخالفته لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بإعفاء اللحية وإحفاء الشارب، ورغبته عن هديه الذي هو خير الهدي على الإطلاق.
الوجه السادس: أن يقال لصاحب المقال الباطل: إذا كنت ترى أن في إعفاء اللحية وكثافتها تشويهًا للإنسان، فماذا تقول في