وقمع أهلها ومن يريد إظهارها في مملكته. أما علم الكاتب أن الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى قد منع من الاحتفال بالمولد النبوي وولائم المآتم وغيرها من المحدثات في الإسلام من حين استولى على بلاد الحجاز, وإنما فعل ذلك امتثالاً لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من التحذير من البدع على وجه العموم والأمر بردها. ولم يبلغني عن أحد من علماء مكة ولا من كتابها أنه اعترض على أمر الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى بمنع الاحتفال بالمولد النبوي والمآتم. بل كانوا يحترمون أمره غاية الاحترام ويحترمون العلماء والخطباء في زمانه غاية الاحترام ويعاملونهم بما يليق بهم من التوقير والإكرام. وهذا بخلاف ما كان عليه الكاتب وأشباه له من أهل بلده من عدم احترامهم لولي الأمر وعدم احترامهم لأكبر العلماء في المملكة العربية ولخطباء المسجد الحرام, وفي عدم احترامهم لهؤلاء دليل على عدم احترامهم لولي الأمر الذي قد وثق بعلمهم وجعلهم في المناصب الدينية الهامة.
الوجه الثاني أن يقال: لا يخفى على من له أدنى علم ومعرفة أن الاحتفال بالمولد النبوي واتخاذه عيداً. مبني على التشبه بالنصارى في احتفالهم بمولد المسيح واتخاذه عيداً, وقد قال بعض المفتونين بالاحتفال بالمولد النبوي: إذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيداً أكبر فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر, وهذا تصريح من هذا القائل بأن المقصود بالاحتفال بالمولد النبوي هو المضاهاة للنصارى والتشبه بهم في الاحتفال بمولد المسيح واتخاذه عيداً, وهذا مصداق ما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم» قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى قال: «فمن» رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, وقد