الفرقة الناجية من هذه الأمة بأنهم من كان على مثل ما كان عليه هو وأصحابه رضي الله عنهم, ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم يحتفلون بالمولد النبوي ولا بشيء من الأيام التي كان لها ذكر في تاريخ الإسلام ولم يجعلوا لها أعياداً وطنية سنوية, وإنما كانوا يحتفلون بصلاة الجمعة وبيوم الفطر ويوم النحر, وكانوا يحتفلون بيوم عرفة وأيام التشريق إذا كانوا مع الحجاج, وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من رغب عن سنتي فليس مني» متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
الوجه الرابع أن يقال: أن اللهو واللعب إنما يكون في حين الطفولة لأن الأطفال ضعيفة عقولهم فلا يرون باللهو واللعب بأساً ولا يستقبح ذلك منهم, فأما ذووا اللحى الذين قد دخلوا في سن الكهولة وكثر الشيب في رءوسهم ولحاهم فإن ميلهم إلى اللهو واللعب قبيح جداً لما في ذلك من التشبه بالأطفال الذين لم يبلغوا سن التكليف, ومن استحسن اللهو واللعب من ذوي اللحى فذلك دليل على ضعف عقله وأن عقله لم يزل على حالته في حين الطفولة وقد قال الله تعالى: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا} فلا يأمن الكاتب أن يكون له نصيب من هذا الذم, ويستثنى من اللهو ما أذن فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسابقة على الخيل والإبل والأقدام والمصارعة وتعليم السباحة وما جاء في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كل شيء يلهو به ابن آدم فهو باطل إلا ثلاثاً رميه عن قوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق» رواه الإمام أحمد وأهل السنن وحسنه الترمذي وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والذهبي. وهذا المستثنى يجوز للرجال الكبار