من حماقات الجهال قولهم: إن المقصود منها إصلاح النفس لتستعد للعلم (العلم الإلهي)

رأي هؤلاء الفلاسفة في الدعاء والشفاعة

أن يسأل ربه وخاصية الرب أن يجيبه فمن ظنَّ أنه يستغني عن سؤاله فقد خرج عن رِبْقة العبودية.

وهذا من حماقات الجُهَّال الذين يسلكون مسلك المتفلسفة في العبادات ويقولون إن المقصود منها إصلاح أخلاق النفس لتستعد للعلم فيجعلون غاية الإنسان هو العلم ويجعلون العلم ما يعرفونه من العلم الإلهي وهو ضالون في هذا وهذا كما قد بُسِط في موضعه فإن نفس حُبِّ الله هو من كمال النفس وسعادتها التي لا يتحصَّل إلا بها وليس هو مقصود والعلم بالله مقصود لنفسه والعلم الإلهي الذي عندهم غايته معرفةُ وجودٍ مطلق لا يُتصور إلا في الأذهان لا في الأعيان.

وهؤلاء يجعلون الدعاء إنما هو قوة للنفس لتؤثر في هَيُولي العالم والشفاعة إنما هي فيضٌ تفيض من الشافع على المشفوع كما يفيض شعاع الشمس فليس عند هؤلاء في الحقيقة سؤال لله ولا عبادة له وعندهم كمال النفس في الفلسفة التشبُّه بالإله على حسب الطاقة فلا يجعلون العبد عابدًا لربه ولا مستغنيًا به بل تفيض عنه الأمور كما تفيض عن الرب عندهم وعن العقول كالعقل الأول والعقل الفعَّال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015