قوله: (سخر لنا هذا البحر..) كلام باطل

عزمٌ على ركوب البحر فيبقى داعيًا يقول سَخَّر لنا هذا البحر ولا بحرَ عنده!

وصاحبُ الحزب ذهبَ ليحجَّ ويركب البحر فمات ودُفِن بصحراء عَيذاب بمكانٍ يُسَمَّى الخَرْجَة قبل ساحل عَيذاب بأيام قبل أن يركب البحر ويدعو به فما حصل مقصودٌ لصاحبه فكيف لغيره؟!

وأيضًا فقول القائل سَخَّر لنا هذا البحرَ كما سَخَّرتَ البحرَ لموسى كلامٌ باطلٌ فإنَّ الله فَرَق البحرَ لموسى حتى مشى على الأرض لم يركب البحر وهذا الداعي ليس مطلوبه أن يَفْرقه له ولو طلب ذلك لم يَفْرقه الله له فلا يجوز طلب تسخيرٍ كتسخيرٍ موسى وإن قال أردتُ به أصلَ التسخير لا صفته فقوله سَخَّر لنا هذا البحر كافٍ فلا حاجة إلى التشبيه مع أنَّ فَرْقَ البحرِ لموسى لا يُسَمَّى تسخيرًا بل هو أعظم من التسخير.

وأيضًا فإنَّ الله قد سَخَّر لنا ما في السموات وما في الأرض فالتسخير نوعان نوعٌ معتاد ونوعٌ خارق للعادة.

فإن كان طلب التسخير المعتاد لم يكن في تشبيهه بخوارق العادات دون غيرها فائدة بل يُقال سَخِّرْهُ لنا كما سخرته لمن سَلَّمْتَه من عبادك وكما سَخَّرت لنا ما في السموات والأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015