وهذه الأمور لم يذكرها قدماء الفلاسفة إنما ذكرها ابنُ سينا ومن تلقَّى عنه ويوجد في بعض كلام أبي حامد وابن عربي وابن سبعين وأمثال هؤلاء الذين تكلموا في التصوف والحقيقة على قاعدة الفلاسفة لا على أصول المسلمين ولهذا خرجوا بذلك إلى الإلحاد كإلحاد الشيعة الإسماعيلية والقرامطة الباطنية.
وهذا بخلاف عُبَّاد أهل السنة والحديث وصوفيتهم كالفُضَيل بن عِياض وإبراهيم ابن أدهم وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والسَّرِي السَّقَطِي والجُنَيد بن محمد القواريري وسَهْل بن عبد الله التُّسْتَري وعَمْرو بن عثمان المكي فإن أولئك من أعظم الناس إنكارًا على من هو خيرٌ من الفلاسفة كالمعتزلة من أهل الكلام وكالكُلاَّبية فكيف بالفلاسفة؟!
والمتكلمون في التصوف والحقائق ثلاثة أصناف:
قومٌ على مذهب أهل الحديث والسنة كهؤلاء المذكورين.
وقومٌ على طريقة بعض أهل الكلام من الكُلاَّبية أو غيرهم كأبي القاسم القُشَيري وغيره.
وقومٌ خرجوا إلى طريقة المتفلسفة مثلُ من سلك مَسْلك رسائل إخوانه الصفا ومن ذلك قطعة توجد في كلام أبي حَيَّان