يستعملها في ما نُهِي عنه فيُعاقََبُون إما بِسَلْبها وإمَّا بسَلْب الطاعة حتى يصير أحدهم فاسقًا وإما بسلب الإيمان حتى يصير كافرًا وهؤلاء كثيرون لا سيما في دول الكفار والظالمين فإنهم بسبب إعانتهم للكفار والظلمة بأحوالهم يعاقبهم الله تعالى على ذلك كما يَعْرف ذلك تجربةً ومشاهدةً وسماعًا من له به خبرة وعندنا من العلم بذلك ما لا يتسع هذا الموضع لذكر تفاصيله.
فإن قيل هو سألَ العصمةَ من الاعتقادات المانعة من الإيمان وهي إما شك وإما ظن وإما وهم وغرضُه بذلك ما يذكره طائفة من السالكين من أنَّ النفسَ إذا زُكِّيَت عن الصفات المذمومة وحُلَّت بالصفات الممدوحة انتقشت فيها العلوم والمعارف كما يذكر ذلك صاحب الكتب المضنون بها وغيره في الإحياء وغيره.
قيل الجواب من مقامين:
أحدهما أنَّ هذا ليس مطلوب الداعي لوجوه:
أحدها أن هذه الطريق فيها اجتناب الأخلاق والأفعال ففيها ترك الإرادات المذمومة لا مجرَّد ترك الاعتقادات الفاسدة وهذا الداعي إنما طلب العصمة من جنس الاعتقادات وهو الشك والظن والوهم فإن الاعتقاد الذي ليس بجائز إما راجح وإما مرجوح وإما مساوي فطائفة من النُّظَّار يسمُّون الراجِحَ ظنًّا والمرجوح وهمًا والمُساوي