لأحدهما في الخارج لا يماثل ما ثبت للآخر لكن اتفقا في مسمَّى القَدْر المشترك.
فإن قال القائل قد تماثلا فيه بمعنى أنهما متماثلان في الكلِّي الذهني الموجود الخارجي لم يُنازع في ذلك فإن المقصود أن ما ثبت لأحدهما لا يماثله فيه الآخر وأما في الذهن فليس مختصًّا بأحدهما بل ولا هو قائمًا بأحدهما.
فإذا قيل لفظ الوجود أو العلم أو الحياة أو القدرة أو العليم أو الحكيم أو غير ذلك فله ثلاثة اعتبارات.
أحدها أن يختص بالمخلوق فيقال وجود العبد أو علمه أو قدرته أو يقال هذا الإنسان العالم أو الحكيم فالرب تعالى مُنَزَّهٌ عن كل ما يختص بالمخلوقين وليس الربُّ متصفًا بشيء من ذلك فضلاً عن أن يماثل ذلك.
الثاني أن يختصَّ بالخالق فيقال وجوده وذاته وعلمه وقدرته أو يقال إن الله عليم حكيم ونحو ذلك فهو مختصٌّ بالرب تعالى لا يَشْركه فيه المخلوق بوجهٍ من الوجوه وبهذا يتبين امتناع التشبيه فيما وَصَفَ اللهُ به نفسَه فإنه لم يذكر من ذلك شيئًا إلا مضافًا إلى نفسه بما يوجب اختصاصه ويمنع مشاركة غيره له فيه كقوله وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ [البقرة 255] وقوله إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ [الذاريات 58] وقوله مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص 75] ونحو ذلك فأضافَ العلمَ والقوة واليد إلى الله إضافةً توجب اختصاصه بذلك وتمنع